يشتغل الكتاب بمنطقة التحولات التي يعرفها السرد الروائي العربي في العقدين الأخيرين، والتي مست نظام الكتابة وعناصرها، وأدت إلى تحولات في مفاهيم مكونات الكتابة، مثل المؤلف، والسارد والقارئ، واللغة، كما شملت مفهوم الجنس الروائي، خاصة مع ظهور تجنيسات جديدة مثل التخييل الذاتي. تنتقل الرواية العربية وفق ما تشهده من تحولات في نظام السرد من الخطاب التحليلي للأوضاع الاجتماعية، والتاريخ والذاكرة إلى خطاب الرؤية. وذلك، بناء على انتقالها من الزمنين الأفقي والعمودي إلى الزمن الترابطي” منطق الضفيرة” حيث وجود القارئ باعتباره شريكا في التأليف والكتابة، من خلال القدرة على قراءة/ كتابة الطبقات السردية اللامرئية.
يسمح خطاب الكتابة السردية الذي يتميز بالحركية، والانتقالات بين مواقع المؤلف والكاتب والشخصية والسارد ثم القارئ بإحداث منطقة ممكنة للحوار، وزمن مُؤهل لإنتاج الشراكة في التفكير الجمعي المتعدد والمتنوع، كما يسمح شكل هذا الخطاب بإنتاج وعي بإكراهات تحقق الحوار والشراكة، على اعتبار أن نظام السرد الروائي فعل تشخيصي للمحتمل، وفي الوقت ذاته فعل تشخيصي لعناصر خلل تحقق المحتمل.