يبحث الكتاب في ذاكرة الأدب الرقمي، وتجلياته في الأنساق الأدبية بالصيغة الورقية. ويسعى للإجابة عن سؤال هوية هذا الأدب، وهل هو استمرارٌ للممارسة الأدبية مع الأنظمة السابقة؟ أم يشكل ظاهرة ستتلاشى مع الأيام؟، أم أنه شكلٌ يخدم التقنية أكثر من خدمته للأدب.؟.
من أجل اقتراح مقاربات حول هذه الأسئلة، يعود الكِتاب إلى النظام التجريبي في الكتابة السردية في التجارب العربية، ويشتغل بالنصوص السردية التي تميز بناؤها السردي بالمنطق الترابطي، و الاقتصاد السردي، و البنية المفتوحة على الاحتمالات في توليد نصوص جديدة حسب طبيعة القارئ، وقدرته على تفعيل الترابط في كثير من النصوص السردية العربية : الرواية والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا.
يُقيم الكتاب علاقة تفاعلية فنية بين التجريبي والترابطي في الكتابة السردية، ويُقدم تحليلا لنصوص بصيغة ورقية مكتوبة بالترابطي، و نصوص رقمية ، وبين النموذجين يتأكد طرح الكتاب، إجابة عن أسئلة هوية الأدب الرقمي باعتباره استمرارا وتطورا للكتابة التجريبية.
ويتم ذلك، من خلال مراجعة المفاهيم، ومنها مفهوم الأدب والكتابة واللغة الأدبية والكاتب و القارئ. و يقترب من هذه العلاقة التفاعلية بتحليل الأعمال السردية التالية: ” اعتقال الغابة في زجاجة” المجموعة القصصية للكاتب المغربي” أنيس الرافعي”، و” غرفة فرجينيا وولف” المجموعة القصصية للكاتبة المغربية لطيفة باقا، و محكيات ” بعيدا من الضوضاء قريبا من السكوت” للكاتب المغربي ” محمد برادة”، و رواية “مجاز العشق “للكاتب السوري ” نبيل سليمان”، ورواية “سماء قريبة من بيتنا” للكاتبة السورية ” شهلا العجيلي، و رواية ” فهرس” للكاتب العراقي” سنان أنطون”.
كما تناول الكتاب تحليل الأجناس الموجزة من خلال نصي ” يوم واحد من العزلة ” و ” ماء الحب” للكاتبين المغربيين ” رشيد الخديري وعبد الله المتقي. و قدم تحليلا بمقاربة رقمية للنص الرقمي” محطات” للكاتب المغربي” محمد اشويكة”.