يُحلل الكتاب فكر عالم المستقبليات المغربي الدكتور المهدي المنجرة. ويقف عند أهم المحطات في دراساته المستقبلية، وتوقعاته التي تنبأ بها فيما يخص تحولات العالم سياسيا واقتصاديا، وتأثير ذلك على المنطقة العربية.
اختار “المهدي المنجرة” الاشتغال بقضايا التربية والتعليم والبحث العلمي والثقافة ومستقبل الشعوب المغاربية والعربية أكثر من اهتمامه بالحقل السياسي بشكل مستقل، غير أن اهتمامه بهذه الحقول برؤية مستقبلية، كانت مقاربات للوجه الحقيقي للتدبير السياسي، فكان بذلك قلب السياسة، لكن من موقع المفكر في مساحاتها المعقدة والمتشعبة. لهذا، كان المهدي المنجرة من أكثر الشخصيات تأثيرا، والدليل على ذلك، نفاذ كتبه بمجرد صدورها، بل اعتُبِرت كتبه من أكثر المبيعات ما بين عامي 1980 و1990 في فرنسا، كما نفدت نسخ الطبعة الأولى من كتاب له في يوم واحد.
والملفت للنظر أن المهدي المنجرة وهو ينخرط في المعرفة والثقافة والتعليم والبحث العلمي وقضايا الاقتصاد والمجتمع برؤية مستقبلية تنطلق من الحاضر وتتغذى من الماضي باعتباره جسرا للفهم والتحليل، كان يهتم بتطور شخصيته مع تطور علاقته بالمعرفة، وينتبه لتأثير منهجيته في التحليل في سلوكه.
يُعالج الكتاب القضايا التي شكلت انشغال الفكر المستقبلي لدى المنجرة مثل: الماضي والحاضر في الرؤية المستقبلية، و المستقبل باعتباره موضوعا للتفكير والتخطيط، ونظام بناء المفاهيم في الفكر المستقبلي، و منظومة القيم بوصفها مرجعا، والتواصل الثقافي والحوار الحضاري، والشباب مفهوم وظيفي في رؤية المنجرة، و التوقع/الاستبصار، والمقاصد وصدام الحضارات ومفاهيم إكراهات الديمقراطية، والذاكرة والنسيان، والحداثة والتقدم، إضافة إلى توقعاته التي تنبأ بها منذ نهاية الثمانينيات من القرن العشرين.